6 معتقدات خاطئة عن الحمل
الحمل من أهم الفترات في حياة المرأة، وقد يمر بالكثير من التغيرات الجسمانية والنفسية. لكن، كما هو الحال في العديد من المواضيع الطبية الأخرى، يحيط بالحمل العديد من المعتقدات الخاطئة التي يتم تداولها بين الناس، وتؤثر على تصورات المرأة الحامل حول جسمها وحالتها الصحية. هذه المعتقدات قد تكون ضارة في بعض الأحيان لأنها قد تخلق قلقًا غير مبرر أو تدفع المرأة إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة بشأن صحتها وصحة جنينها. في هذا المقال، سنتناول بعضًا من أشهر المعتقدات الخاطئة عن الحمل ونوضح الحقائق العلمية التي تدحضها.
1. الحمل يؤدي دائمًا إلى زيادة الوزن الكبيرة
إحدى المعتقدات الشائعة التي تنشأ حول الحمل هي أن المرأة الحامل يجب أن تكتسب وزنًا كبيرًا خلال فترة الحمل. في الواقع، الوزن الذي يجب اكتسابه يعتمد على عدة عوامل، مثل الوزن قبل الحمل وصحة الأم العامة. بحسب الجمعية الأمريكية للحمل، يمكن أن تتراوح الزيادة المثالية في الوزن ما بين 11 إلى 16 كيلوغرامًا، وهذا يعتمد على الوزن الأساسي للمرأة قبل الحمل. لا تعني زيادة الوزن الكبيرة أن الحمل سيكون صحيًا بالضرورة؛ بل على العكس، زيادة الوزن المفرطة قد تكون مرتبطة بمضاعفات مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم.
2. يمكنك تناول ما تشائين أثناء الحمل
من الشائع بين العديد من النساء الحوامل الاعتقاد بأنهن يمكنهن تناول أي نوع من الطعام أو الشراب طالما أنهن “في فترة الحمل”. هذا المعتقد خاطئ جدًا. الحمل يتطلب اتباع نظام غذائي متوازن وصحي يحتوي على الفيتامينات والمعادن اللازمة لدعم نمو الجنين. تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة أو السكر الزائد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة أو سكري الحمل. علاوة على ذلك، بعض الأطعمة يجب تجنبها تمامًا، مثل الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، أو اللحوم غير المطهية بشكل كامل، لتفادي خطر الإصابة بالبكتيريا أو الطفيليات التي قد تؤثر على صحة الجنين.
3. يجب على المرأة الحامل تجنب ممارسة الرياضة تمامًا
من الاعتقادات القديمة التي قد تكون ضارة، هو أن المرأة الحامل يجب أن تتجنب ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية. بينما يجب على الحامل توخي الحذر عند اختيار الأنشطة الرياضية، إلا أن معظم النساء يمكنهن الاستمرار في ممارسة الرياضة، مثل المشي أو السباحة أو تمارين القوة الخفيفة، طوال فترة الحمل. الفائدة من ممارسة الرياضة المعتدلة تشمل تحسين الدورة الدموية، تقوية العضلات، تحسين المزاج، وتقليل خطر الإصابة بأمراض معينة مثل سكري الحمل. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي نوع من النشاطات البدنية، خصوصًا إذا كانت الحامل تعاني من مشاكل صحية.
4. الحمل الأول هو الأسهل
عادةً ما يعتقد البعض أن الحمل الأول يكون دائمًا الأسهل، وأن الأمهات لأول مرة سيعانين أقل من الأمهات اللاتي حملن أكثر من مرة. لكن في الواقع، يختلف الحمل من امرأة إلى أخرى، وقد يواجه البعض تحديات أكبر في الحمل الأول مقارنة بالحمل الثاني أو الثالث. من الممكن أن تواجه المرأة الحامل في حملها الأول بعض الأعراض مثل الغثيان والتعب بشكل أكبر، بينما قد تكون الأعراض أقل حدة في الأحمال التالية. تختلف تجارب الحمل بناءً على صحة الأم، عمرها، وتاريخها الطبي.
5. لا يمكن أن تحمل المرأة أثناء الرضاعة الطبيعية
هناك معتقد شائع بين النساء أن الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل بشكل طبيعي، وهو ما يعرف بـ “الرضاعة المانعة للحمل”. ولكن، رغم أن الرضاعة قد تؤخر التبويض لبعض الوقت، إلا أنها ليست وسيلة موثوقة لمنع الحمل. يمكن للمرأة أن تحمل أثناء الرضاعة الطبيعية إذا كانت قد عادت دورتها الشهرية أو حتى قبل ذلك في بعض الحالات. لذلك، إذا كانت المرأة لا ترغب في الحمل مرة أخرى مباشرة بعد ولادة طفلها، يجب عليها استخدام وسائل منع الحمل الموثوقة بدلاً من الاعتماد على الرضاعة فقط.
6. التوتر والضغوط النفسية يضرّان بالجنين
من المعتقدات الشائعة الأخرى أن التوتر والضغوط النفسية يمكن أن يؤديان إلى مضاعفات خطيرة مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة. في الحقيقة، التوتر نفسه ليس السبب المباشر لهذه المضاعفات، ولكنه يمكن أن يكون عاملاً مساعدًا في حدوث مشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات النوم. توصي معظم الأطباء بضرورة أن تحاول الحامل تقليل التوتر قدر الإمكان عبر ممارسات مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق أو التحدث مع مستشار نفسي إذا لزم الأمر. ولكن في معظم الحالات، يمكن أن تحمل المرأة الحامل جنينها بصحة جيدة إذا كان التوتر في مستويات معتدلة وقابلة للتحكم.
الخاتمة
الحمل ليس فترة سهلة دائمًا، حيث يصاحبها العديد من التحديات والتغيرات، لكن من المهم أن تتحلى المرأة الحامل بالوعي الكافي لمعرفة الحقائق العلمية حول الحمل. تجنب المعتقدات الخاطئة يعزز صحة الأم والجنين، ويمنح المرأة فرصة أكبر للاستمتاع بتجربة حمل صحية وآمنة. كما أن استشارة الطبيب واتباع إرشاداته تظل دائمًا الخيار الأفضل عند الشك في أي شيء متعلق بالحمل.
